من الأوهام المتعلقة بطبيعة الدليل الشرعي أنه ذو طبيعة خبرية نقلية فقط , وولد هذا الوهم حالة من عدم الحفاوة بالأدلة العقلية في بعض الأوساط العلمية . من بعض المدارس المغالية في اعتبار الدليل العقلي , فقابلو حالة الغلو بغلو مضاد . والحق أن الدليل العقلي من الأدلة الشرعية المعتبرة , ويكفي في الدلالة على اعتباره ما جاء في الوحي من الدلائل العقلية على المسائل الشرعية , وهذا شاهد من شواهد كمال الدلائل اشتمالها على أحسن وأفضل الدلائل العقلية الصحيحة . وتأتي هذه الدراسة العلمية الجادة والموسعة , لتكشف عن مستوى احتفاء الوحي بالدليل العقلي على مستوى النظرية والممارسة , ولتضع الدليل العقلي في موقعه اللائق شرعا .
لايقدم الحب أية تفسيرات بل يقدم التبصر والحس العظيمين . يقدم رؤية رائعة من دون تفسيرات , وليس بإمكانك أن تخلق منه مبدأ أو عقيدة دينية . يهبك الدين عيونا ووضوحا بكل بساطة , ولايعطيك الوضوح أيه تفسيرات , لكنه يجعلك قادرا على الحياة وقادرا على الحب . لايعطيك الوضوح معاني , لكنه يعطيك المغزى وهي مفاهيم مختلفة .
يحلق مصطفى محمود في روايته هذه في آفاق الخيال الرحب... يأخذك بقلمه إلى عام 2067، لتعيش تجربةً علميةً فريدةً وإنجازات سطرتها يد البشرية على مر العصور، لتجد نفسك أمام اكتشافات مذهلة: كإمكانية نمو الجنين في البرطمان ريثما يحين موعد الولادة، المواصلات الهوائية كالقذائف والصورايخ والأقمار وإشارات المرور الأتوماتيكية المعلقة في الهواء...وغيرها الكثير! ويتخذ من الدكتور شاهين بطلاً للرواية والذي بدوره يكتشف اكتشافاً مذهلاً يحول فيه البشر إلى أمواج! روايةٌ جيدةٌ، لكنني لم أستمتع بها كثيراً كما كنت أتوقع، وجدتها سرداً لأحداث خيالية واكتشافات قد تحدث يوماً ما... لأنه لا مستحيل تحت الشمس لكنني كنت أتوقع منها المزيد، فحبكة الرواية لم ترق لي، وجدت فيها التركيز على تعداد الاكتشافات دون التركيز على أحداثها
اللغة القرآنية تختلف عن لغتنا التي نكتب بها أو نتكلم بها في أنها محكمة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة. وقد كثر الكلام من الآيات الكونية التي تحدثت عن النجوم ومساراتها والأرض وخلقها والحياة وبدايتها، وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المبهر من الحقائق خلال مئات السنين التي أعقبت التنزيل القرآني فلم تخرق حرفاً قرآنياً واحداً ولم تنقض أية بل ترافقت جميعها مع كلام القرآن وزادته توكيداَ. كما جاء القرآن في نظم الحكم وفي الاقتصاد وفي الأخلاق وفي حقوق الإنسان وفي الأسرة وفي الزواج والمرأة والشرائع بالكلمة النهائية الجامعة، كما انفرد بذروة في البلاغة وقمة في البيان وجمال في الأسلوب لم يطاوله فيه كتاب، وقد أفاض القدماء في هذا وأعزنا، ويقول الدكتور مصطفى محمود بأنه يظل هناك وجه معجز من وجوه القرآن ربما ك