في هذا الكتاب المصاغ بلغة مفهومة ورشيقة يقص علينا برايان جرين قصة العلم والجهد البشري الكامنين خلف عملية البحث عن النظرية النهائية . فيبسط بعضا من أعتقد المفاهيم ويقدمها بطريقة مفهومة ومسلية , بحيث يقربنا على نحو غير مسبوق من فهم الكيفية التي يعمل بها الكون من حولنا .
في هذهِ الأيام المظلمة من الجهل، والتعصب، واللا تسامح، والمخاوف المرضية والمخاوف المضادة لها، كتب أنطون فيسل كتاباً يذكرنا بالبواطن العميقة الكامنة تحت سطح النصوص المقدسة الثلاثة: التوراة، والأنجيل، والقرآن. هذا عمل ينتمي إلى نوع قد نسميه (الأركيولوجية الدينية أو علم الآثار الديني)، عمل لا يتجاهل خطوط الصدع، بل يسعى بإيمان عميق وعلم يضارعه عمقاً، إلى تتبع أسلاك الرواية الكبرى المشتركة بين الكتب الثلاثة كلها.
يدعو هذا الكتاب إلى منهجية تفكيكية يتمّ تطبيقها من أجل استكشاف شتى مستويات التراث وزخرفة اشكالياته الأساسية عن مسارها التقليدي المألوف. وقد قام بتحليل المنظومة الفكرية الإسلامية، كيفية نشوئها وتشكلها واشتغالها في التاريخ عبر القرون. ثم بين أنها لا تزال تحول حتى الآن دون فتح الأضابير التاريخية وتجديد الفكر بشكل جذري في المجال العربي-الإسلامي.
عالج المؤلف في كتابه ناحية من نواحي التاريخ الإسلامي قلما سبقه اليها احد من المستشرقين. ولا غرو فقد امدنا بطائفة قيمة من المواضيع الجديرة بالبحث في تاريخ الدولة الأموية، من ذلك ما كتبه عن الخراج، وحالة الموالى السياسية والاجتماعية وسياسية عمر بن عبد العزيز نحوهم وأثرها، ثم عن الثورات التى اذكى نارها الخوارج كما أفرد بابا مطولاً عن الشيعة وعقائدها وطوائفها المختلفة وعن غيرها من الفرق الدينية كالخرمية والرواندية وبين إلى اى حد استفاد العباسيون من قيام هذه الطوائف المخلتفة في نشر دعوتهم في العراق ثم في خراسان. وقد فطن المؤلف إلى ما لم يفطن اليه غيره من المؤرخين من أسباب سقوط الامويين فأفرد باباً طويلاً تكلم فيه عن العقائد غير الاسلامية التى اخذها المسلمون عن المسيحية واليهودية وغيرهما من العقائ