لا شيء يصف هذا الكتاب مثل مقولة روسو نفسه أتكلم عن الإنسان ، وأعلم من المسألة التي أبحث فيها أنني أكلم الناس . وأتصور اوجود نوعين للتفاوت في الجنس البشري ، فالنوع الأول هو ما أدعوه الطبيعي أو الفيزيوي لأنه من وضع الطبيعة ، ويقوم على اختلاف الأعمار و الصحة وقوى البدن وصفات النفس والروح ، والنوع الثاني هو ما يمكن أن أدعوه التفاوت الأدبي أو السياسي ويشتمل الكتاب على وصف لحال الإنسان الذي يعيش مقيدا في كل مكان ، كما يفسر الفساد الحادث . ومَن يقرأ هذا الكتاب يدرك أنه أمام ان فلسفي فريد استطاع أن يفرض نفسه لمئات السنين .
لست فيلسوفا ، ولكنني رجل علم فقط . قضيت الشطر الأكبر من حياتي في المعمل أدرس الكائنات الحية ، والشطر الباقي في العالم الفسيح اراقب بني الإنسان ، وأحاول أن أفهمهم ، ومع ذلك لا أدعي أنني اعالج امورا خارج نطاق حقل الملاحظة العلمية . . . هذا ما يخبرنا به ألكسيس كاريل عن نفسه وعن كتابه ، فيقدم قراءة معرفية للإنسان من وجهة نظر علمية وليست فلسفية . وتأتي أهمية تجربته في كونها ملخصا للملاحظات والتجارب التي رآها بعينه أو نتيجة معرفة مباشرة من أولئك الذين اتصل بهم