(رحلة الهيغي) رواية بسيطة جميلة بترجمة رائعة من المركز العربي الثقافي تتحدث عن سر سعادة الشعب الدينماركي والذي هو الهيغي المقصود به فن الحياة السعيدة. تبين لنا الرواية المعنى الحقيقي للهيغي والذي هو فن الحياة القائم على التفاؤل والأمل والشعور بالمتعة والسعادة على الرغم من بساطة الإمكانيات بين يديك، هذه سمة من أبرز سمات الدينماركيين وفلسفتهم في الحياة. وبطلة هذه الرواية الفتاة الدنماركية كلارا التي تعلمنا فن الهيغي، وذلك من خلال اتباعه والعمل به في قرية يولثورب التي تعيش ظروفاً صعبة وإمكانيات بسيطة.فقررت كلارا إعادة الأمل لتلك القرية، لتثبت لنا أن السعادة بسيطة وفي متناول يدينا، وتكمن في الاستمتاع بما حولنا بعيداً عن التكنولوجيا وملهيات الحياة الحديثة.
كان لدى الإنسان حلم جميل حول نفسه، وكان يصبو إلى السمو على شرطه الإنساني، ولكن تتالي الظروف فتح في هذا الحلم، جرحاً. وبدأ الحلم ينزف ويضمحل. وراح يتخذ، مع ضموره، أشكالاً وتسميات بين حين وآخر ينتبه الإنسان إلى خسارته الفاجعة، هذه، فيدرك أنه صار يجهد لمنع نفسه من الإنحدار عن مستواه الإنساني إلى مستوى الحيوان، وحين يقاوم تتخذ مقاومته شكلاً من أشكال الجنون، وفي هذا الكتاب محاولة لتلمس شيء من هذا النزيف وفي إطار التعبير الإبداعي بشكل خاص. ولعل هذه (المقدمات) أن تكون (مقدمة) لبحث، أو أبحاث، أكثر شمولاً، ولكننا الآم في مرحلة الدفاع عن حقنا في الجنون.