الخوف السائل
- رقم العنصر: 5222
- الصنف: For Discounts, الشبكة العربية للأبحاث و النشر, المتجر, دراسات وفكر إنساني
قطعت الحداثة الغربية على نفسها وعوداً كثيرة، من بينها الوعد باستئصال الخوف من العالم، وإخضاعه لإدارة بشرية وعقلانية، وكان ذلك يعني استبعاد لغة القضاء والقدر، والبلاء والابتلاء؛ والتحول إلى لغة الإرادة والاستحقاق والمسؤولية والإدارة والمحاسبة. وكانت هذه المفردات الجديدة تطمح إلى محاربة المجالات الثلاثة التي يصدر عنها الخوف؛أولاً: جموح الطبيعة، فقد أعلنت الحداثة عزمها على استئصال الخوف الكوني الصادر عن طبيعة هائجة لا يمكن السيطرة عليها، فأهملت فكرة القضاء والقدر، وحمّلت الإنسان المسؤولية عن الشر ودعت إلى الكف عن لوم الإله على ذلك. ثانياً: هشاشة جسد الإنسان، وخوفه من أمراضه، فحاربت الحداثةالشبح المخيف الذي يطرق الأبواب ليقبض الأرواح وصار للموت أسباب "طبيعية". ثالثاً: العدوان البشري، القائم على مقولة توماس هوبز بأن "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، فكان الحل بوجود دولة قوية تهذب الرغبات الكامنة في الإنسان، دولة تعتمد"جهنم الدنيوية الواقعية" بدلاً من "جهنم الأخروية المتخيلة"
وعلى الرغم من كل هذه المحاولات والأمل في التخلص من آثار الدولة الشمولية ونزعاتها المتطرفة، وتأسيس دولة الرعاية الاجتماعية من أجل استئصال الخوف من المستقبل وتحقيق الأمن الاجتماعي إلا أننا ما زالنا أمام دولة انسحبت من أدوارها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأفسحت الطريق أمام عولمة الاقتصاد وعولمة الجريمة وعولمة الإرهاب وباتت الدولة نفسها تبرر القتل الجماعي ونزع إنسانية الإنسان.
سيعرض زيجمونت باومان في كتاب "الخوف السائل" أشكال الخوف التي أصابت إنسان الحداثة وأهمها الخوف من الموت.. الموت في زمن الحداثة أصبح سائلاً ويسري في المجتمع بسرعة وبسهولة..
كلمات البحث : خوف - الساءل - زجمونت - بومان - السايل - سائل
قطعت الحداثة الغربية على نفسها وعوداً كثيرة، من بينها الوعد باستئصال الخوف من العالم، وإخضاعه لإدارة بشرية وعقلانية، وكان ذلك يعني استبعاد لغة القضاء والقدر، والبلاء والابتلاء؛ والتحول إلى لغة الإرادة والاستحقاق والمسؤولية والإدارة والمحاسبة. وكانت هذه المفردات الجديدة تطمح إلى محاربة المجالات الثلاثة التي يصدر عنها الخوف؛أولاً: جموح الطبيعة، فقد أعلنت الحداثة عزمها على استئصال الخوف الكوني الصادر عن طبيعة هائجة لا يمكن السيطرة عليها، فأهملت فكرة القضاء والقدر، وحمّلت الإنسان المسؤولية عن الشر ودعت إلى الكف عن لوم الإله على ذلك. ثانياً: هشاشة جسد الإنسان، وخوفه من أمراضه، فحاربت الحداثةالشبح المخيف الذي يطرق الأبواب ليقبض الأرواح وصار للموت أسباب "طبيعية". ثالثاً: العدوان البشري، القائم على مقولة توماس هوبز بأن "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، فكان الحل بوجود دولة قوية تهذب الرغبات الكامنة في الإنسان، دولة تعتمد"جهنم الدنيوية الواقعية" بدلاً من "جهنم الأخروية المتخيلة"
وعلى الرغم من كل هذه المحاولات والأمل في التخلص من آثار الدولة الشمولية ونزعاتها المتطرفة، وتأسيس دولة الرعاية الاجتماعية من أجل استئصال الخوف من المستقبل وتحقيق الأمن الاجتماعي إلا أننا ما زالنا أمام دولة انسحبت من أدوارها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأفسحت الطريق أمام عولمة الاقتصاد وعولمة الجريمة وعولمة الإرهاب وباتت الدولة نفسها تبرر القتل الجماعي ونزع إنسانية الإنسان.
سيعرض زيجمونت باومان في كتاب "الخوف السائل" أشكال الخوف التي أصابت إنسان الحداثة وأهمها الخوف من الموت.. الموت في زمن الحداثة أصبح سائلاً ويسري في المجتمع بسرعة وبسهولة..
كلمات البحث : خوف - الساءل - زجمونت - بومان - السايل - سائل