الحياة الزوجية وأركانها

قال تعالى: "وَمِنْ وَايَتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون"

الأزواج تلد الأفراد، ومن الأفراد والأزواج تتألف الأمم والشعوب، يجتمع فردان فيكونان زوجاً، ولفظ الزوج يطلق على كل واحد منهما؛ لأن الزوجية تحققت به للآخر كما تحققت بالآخر له، فالزوجان كونا حقيقة الزوجية، فهما حقيقة واحدة ظهرت في صورتين، وروح واحدة انبثت في جسدين، وبناء واحد أقيم بركنين، بل هما حقيقة الإنسانية الكاملة، وكل واحد منهما جزء لها ، لو وجد وحده لما وجدت الإنسانية، ولو هدم بناء وحدتهما بعد وجوده لما بقيت لها بقية.

هؤلاء الرجال والنساء الكثيرون هم الأمة ؛ فالأمة أثر الزوجية وحياتها العزيزة تابعة للحياة الزوجية، فإذا كانت البيوت التي يعمرها الأزواج ويبثون منها الأفراد في عيشة راضية وحياة طيبة، خرج منها أولئك الأفراد أحياء، وكونوا بيوتاً يكون مجموعها بلاداً ، ومدائن، وقرى، ومزارع يطلق على عمارها لفظ الأمة.. فالحياة الزوجية الطيبة هي الأصل في حياة الأمة..

وهنا في هذا الكتاب تناول الإمام (محمد رشيد رضا) الحياة الزوجية وأركانها.. فتحدث عن السكون، واختيار كل من الزوجين للآخر وأسس هذا الاختيار، والمودة، والخلق، وأسباب السعادة الزوجية، والزواج السعيد، وصولاً لكيفية بناء المودة بين الزوجين، وفطرة الله تعالى، ونصيحة ثمينة لكل زوجين فالزواج من أعظم مسائل مستقبل الإنسان..

كلمات البحث: الحيات - الحياه - الزوجيه - اركانها - محمد - رشيد - رضا