كل ناشر للمراسلات ينزع إلى أن يصبح كاتب سيرة ويدافع عن مصالحه. مستحقاً بمصالح غيره، هل نحن مجبرون هنا، لكي ندرك قراءة هذا الكتاب، على السعي أولاً إلى الكشف عن الجوانب السلبية فيه؟ هل ينبغي أن نثبت أن مراسلات بودلير لا تملك تنوع مراسلات جورج صائد وكثافتها، وبأنها، على عكس مراسلات سانت بوف، ليست الشريط الأدبي الذي يصف نصف قرن، وبأنها لا تعد مرجعاً فريداً لفهم أعمال الشاعر كما في رسائل بلزاك حول الملهاة الإنسانية، وبأنها لا توثق مثل مراسلات ميريمي، أخبار الحياة السياسية والاجتماعية، وبأنها لا تقدم مثل مراسلات فلوبير حول العصر والإنسان والفن، أفكاراً جديرة بكاتب أخلاقي، وبأنها لا تملك الغموض اللاذع الذي اتصفت به رسائل ستتدال ولا تعبر عن الازدراء الرائع الذي نلمسه في رسائل فيني ولا الهذيان العاشق أو اللاميالاة المذهلة التي تفيض من رسائل شاتوبريان وبأنها لا تهدي الصورة المرضية عن الذات، تلك التي تعكسها رسائل فيكتور هوغو؟
إن كاتب المراسلات يهوى كتابتها، وأوليس بودلير هو الذي يقول عن نفسه إنه (غير ماهر) في كتابتها؟ و "إن رسالة تكلفني كتابتها أكثر مما يكلفني كتاب" أو هو يكتبها في خياله وهو ما يؤخر أكثر تحريرها. إن متعة كتابة رسالة نابع من ضمير مرتاح. وهي تتغذى على الغرور الصغير الذي تستشعره لإضفاء الوعي على حدث غير متوقع لمن لا يزال يجهله.
كلمات البحث: رسائل - الرسايل - انطون - أنطون - أنطوان - تشيخوف - تشخوف
كل ناشر للمراسلات ينزع إلى أن يصبح كاتب سيرة ويدافع عن مصالحه. مستحقاً بمصالح غيره، هل نحن مجبرون هنا، لكي ندرك قراءة هذا الكتاب، على السعي أولاً إلى الكشف عن الجوانب السلبية فيه؟ هل ينبغي أن نثبت أن مراسلات بودلير لا تملك تنوع مراسلات جورج صائد وكثافتها، وبأنها، على عكس مراسلات سانت بوف، ليست الشريط الأدبي الذي يصف نصف قرن، وبأنها لا تعد مرجعاً فريداً لفهم أعمال الشاعر كما في رسائل بلزاك حول الملهاة الإنسانية، وبأنها لا توثق مثل مراسلات ميريمي، أخبار الحياة السياسية والاجتماعية، وبأنها لا تقدم مثل مراسلات فلوبير حول العصر والإنسان والفن، أفكاراً جديرة بكاتب أخلاقي، وبأنها لا تملك الغموض اللاذع الذي اتصفت به رسائل ستتدال ولا تعبر عن الازدراء الرائع الذي نلمسه في رسائل فيني ولا الهذيان العاشق أو اللاميالاة المذهلة التي تفيض من رسائل شاتوبريان وبأنها لا تهدي الصورة المرضية عن الذات، تلك التي تعكسها رسائل فيكتور هوغو؟
إن كاتب المراسلات يهوى كتابتها، وأوليس بودلير هو الذي يقول عن نفسه إنه (غير ماهر) في كتابتها؟ و "إن رسالة تكلفني كتابتها أكثر مما يكلفني كتاب" أو هو يكتبها في خياله وهو ما يؤخر أكثر تحريرها. إن متعة كتابة رسالة نابع من ضمير مرتاح. وهي تتغذى على الغرور الصغير الذي تستشعره لإضفاء الوعي على حدث غير متوقع لمن لا يزال يجهله.
كلمات البحث: رسائل - الرسايل - انطون - أنطون - أنطوان - تشيخوف - تشخوف