في سنة 27 ق.م غاص أحد أجدادي في حمأة طينية عميقة، ولم يكن بوسع أحدهم أن ينقذه، لم نجد حبلاً ولا قطعة خشب نمدُّها إليه.
كذلك لم يكن لدى الكبار ما يكفي من النخوة والشجاعة، كي يخاطروا، ويمدّوا أيديهم عليه، غاص جسده كله، وبقي رأسه طافياً فوق الوحل.
عيناه جاحظتان، ولونه أربد، ولسانه يتلجلج بكلمات وأناتٍ غامضة، هل سمع الباقون ما سمعت؟…
كان واضحاً أنه يهتم أخاه، بل رنَّت في أذني هذه العبارة المتلجلجة... "قتلني أخي"... لم يهتم أحد بما قال، وانشغل الأجداد الآخرون بإقامة بعض الطقوس، رُمي أمام وجهه المزرق رغيف من الخبز، وقطعة من اللحم المقدد، وبصلة بيضا، وتميمة خشبية، ثم أشعلوا فتيلاً مبللاً بالزيت، وغرسوه بالأرض. تلت ذلك بعض الدمدمات الدينية، التي كانت تغطي حشرجات الجد الغارق، وتخمدها، انتهت الطقوس وتابعنا السير..
نصوص قديمة، وأخرى حديثة، قصص قصيرة، وطويلة، خواطر، ومذكرات، ومسرحيات كل ذلك ستجده في "عن الذاكرة والموت" رائعة "سعد الله ونوس"..
كلمات البحث: الذاكره - ذاكرة - موت - سعدالله - الونوس
في سنة 27 ق.م غاص أحد أجدادي في حمأة طينية عميقة، ولم يكن بوسع أحدهم أن ينقذه، لم نجد حبلاً ولا قطعة خشب نمدُّها إليه.
كذلك لم يكن لدى الكبار ما يكفي من النخوة والشجاعة، كي يخاطروا، ويمدّوا أيديهم عليه، غاص جسده كله، وبقي رأسه طافياً فوق الوحل.
عيناه جاحظتان، ولونه أربد، ولسانه يتلجلج بكلمات وأناتٍ غامضة، هل سمع الباقون ما سمعت؟…
كان واضحاً أنه يهتم أخاه، بل رنَّت في أذني هذه العبارة المتلجلجة... "قتلني أخي"... لم يهتم أحد بما قال، وانشغل الأجداد الآخرون بإقامة بعض الطقوس، رُمي أمام وجهه المزرق رغيف من الخبز، وقطعة من اللحم المقدد، وبصلة بيضا، وتميمة خشبية، ثم أشعلوا فتيلاً مبللاً بالزيت، وغرسوه بالأرض. تلت ذلك بعض الدمدمات الدينية، التي كانت تغطي حشرجات الجد الغارق، وتخمدها، انتهت الطقوس وتابعنا السير..
نصوص قديمة، وأخرى حديثة، قصص قصيرة، وطويلة، خواطر، ومذكرات، ومسرحيات كل ذلك ستجده في "عن الذاكرة والموت" رائعة "سعد الله ونوس"..
كلمات البحث: الذاكره - ذاكرة - موت - سعدالله - الونوس