السوريون الأعداء رياض الريس للكتب والنشر

السوريون الأعداء

دار النشر: رياض الريس للكتب والنشر
€27,00 2700
  ((لم يكن توقه العارم إلى إطلاق الرصاص، قابلاً للتفسير في هذه العجالة، سوى أنها ينبغي أن تتم بسرعة، ومن دون تلكؤ، كانت البرهان لنفسه لا لأي شخص، على أنه غير عاجز عن القتل، الشفقة لا تحبط هذه الرغبة، بل تضايقه، وكأنه يحتاج إلى مبرر يفوق الكراهية العمياء، كراهية بلا حدود، مع أنه لا يكرههم فعلاً، كما أنهم لا يأتون بأدنى حركة تسوغ قتلهم، وهو سبب لكي لا يعفو عنهم، لن يحفل بجميع الموانع، ولن يستدعي الأسباب. إذا لم يجهز عليهم، حقد على نفسه، لن يدعهم عثرة أمام تحقيق رغبة باتت عارمة، قتل عائلة بكاملها، ولو كانت تنقص واحداً، لا ضير، الأب أمسى في حكم الميت. والريح تتراخى وتحققت إلى حد التلشي، بات السكون مثقلاً بوقفتهم البائسة، عيونهم الجاحظة تتضرع إليه، يهيبون به أن يدعهم، تواقتت مع رغبته بإزاحتهم عن مرمى بصره بسرعة، لكن لا بأس في التأني، كانوا بمتناوله، والمنظر مواتٍ لاستنفاد القتل وجهاً لوجه. الفرصة سانحة، من الحماقة خسرانها بالتساؤلات. الهدوء المفعم بالصمت، أتاح له ملاحظة تعابير وجوههم، ترى كيف ستكون لحظة تلقي الموت؟ الرعب بدأ يمنح ملامحهم طابعاً غريباً، غرابة الموت نفسه، اللحظات التالية، سيشوبها شيء غريزي، لن يزيد عن لمحة خاطفة، لا بد أن تكون خارقة، سينتبه لئلا تفوته، أحس من برودة أعصابه أن العملية كلها، مهما تفاقمت حرارتها، ليست أكثر من مراعاة الدقة في التصويب، لا القدرة على ارتكاب مجزرة صغيرة لا حسيب عليها ولا رقيب، بات من الجبن عدم الإقدام عليها.)) السوريون الأعداء، لـ (فوز حداد) رواية تبدأ من مجزرة حماة عام 1982، لتمتد إلى 2011 حين انفجرت الثورة.. رواية جريئة تصف الأحداث بدقة لا يمكن تخيلها.. لتحدثنا عن تاريخ سوريا المظلم..   كلمات البحث: السوريين - الاعداء - الحداد

 

((لم يكن توقه العارم إلى إطلاق الرصاص، قابلاً للتفسير في هذه العجالة، سوى أنها ينبغي أن تتم بسرعة، ومن دون تلكؤ، كانت البرهان لنفسه لا لأي شخص، على أنه غير عاجز عن القتل، الشفقة لا تحبط هذه الرغبة، بل تضايقه، وكأنه يحتاج إلى مبرر يفوق الكراهية العمياء، كراهية بلا حدود، مع أنه لا يكرههم فعلاً، كما أنهم لا يأتون بأدنى حركة تسوغ قتلهم، وهو سبب لكي لا يعفو عنهم، لن يحفل بجميع الموانع، ولن يستدعي الأسباب. إذا لم يجهز عليهم، حقد على نفسه، لن يدعهم عثرة أمام تحقيق رغبة باتت عارمة، قتل عائلة بكاملها، ولو كانت تنقص واحداً، لا ضير، الأب أمسى في حكم الميت.

والريح تتراخى وتحققت إلى حد التلشي، بات السكون مثقلاً بوقفتهم البائسة، عيونهم الجاحظة تتضرع إليه، يهيبون به أن يدعهم، تواقتت مع رغبته بإزاحتهم عن مرمى بصره بسرعة، لكن لا بأس في التأني، كانوا بمتناوله، والمنظر مواتٍ لاستنفاد القتل وجهاً لوجه. الفرصة سانحة، من الحماقة خسرانها بالتساؤلات.

الهدوء المفعم بالصمت، أتاح له ملاحظة تعابير وجوههم، ترى كيف ستكون لحظة تلقي الموت؟ الرعب بدأ يمنح ملامحهم طابعاً غريباً، غرابة الموت نفسه، اللحظات التالية، سيشوبها شيء غريزي، لن يزيد عن لمحة خاطفة، لا بد أن تكون خارقة، سينتبه لئلا تفوته، أحس من برودة أعصابه أن العملية كلها، مهما تفاقمت حرارتها، ليست أكثر من مراعاة الدقة في التصويب، لا القدرة على ارتكاب مجزرة صغيرة لا حسيب عليها ولا رقيب، بات من الجبن عدم الإقدام عليها.))

السوريون الأعداء، لـ (فوز حداد) رواية تبدأ من مجزرة حماة عام 1982، لتمتد إلى 2011 حين انفجرت الثورة.. رواية جريئة تصف الأحداث بدقة لا يمكن تخيلها.. لتحدثنا عن تاريخ سوريا المظلم..

 

كلمات البحث: السوريين - الاعداء - الحداد

 

((لم يكن توقه العارم إلى إطلاق الرصاص، قابلاً للتفسير في هذه العجالة، سوى أنها ينبغي أن تتم بسرعة، ومن دون تلكؤ، كانت البرهان لنفسه لا لأي شخص، على أنه غير عاجز عن القتل، الشفقة لا تحبط هذه الرغبة، بل تضايقه، وكأنه يحتاج إلى مبرر يفوق الكراهية العمياء، كراهية بلا حدود، مع أنه لا يكرههم فعلاً، كما أنهم لا يأتون بأدنى حركة تسوغ قتلهم، وهو سبب لكي لا يعفو عنهم، لن يحفل بجميع الموانع، ولن يستدعي الأسباب. إذا لم يجهز عليهم، حقد على نفسه، لن يدعهم عثرة أمام تحقيق رغبة باتت عارمة، قتل عائلة بكاملها، ولو كانت تنقص واحداً، لا ضير، الأب أمسى في حكم الميت.

والريح تتراخى وتحققت إلى حد التلشي، بات السكون مثقلاً بوقفتهم البائسة، عيونهم الجاحظة تتضرع إليه، يهيبون به أن يدعهم، تواقتت مع رغبته بإزاحتهم عن مرمى بصره بسرعة، لكن لا بأس في التأني، كانوا بمتناوله، والمنظر مواتٍ لاستنفاد القتل وجهاً لوجه. الفرصة سانحة، من الحماقة خسرانها بالتساؤلات.

الهدوء المفعم بالصمت، أتاح له ملاحظة تعابير وجوههم، ترى كيف ستكون لحظة تلقي الموت؟ الرعب بدأ يمنح ملامحهم طابعاً غريباً، غرابة الموت نفسه، اللحظات التالية، سيشوبها شيء غريزي، لن يزيد عن لمحة خاطفة، لا بد أن تكون خارقة، سينتبه لئلا تفوته، أحس من برودة أعصابه أن العملية كلها، مهما تفاقمت حرارتها، ليست أكثر من مراعاة الدقة في التصويب، لا القدرة على ارتكاب مجزرة صغيرة لا حسيب عليها ولا رقيب، بات من الجبن عدم الإقدام عليها.))

السوريون الأعداء، لـ (فوز حداد) رواية تبدأ من مجزرة حماة عام 1982، لتمتد إلى 2011 حين انفجرت الثورة.. رواية جريئة تصف الأحداث بدقة لا يمكن تخيلها.. لتحدثنا عن تاريخ سوريا المظلم..

 

كلمات البحث: السوريين - الاعداء - الحداد

عنوان الكتاب
السوريون الأعداء
اسم المؤلف
فواز حداد
دار النشر
رياض الريس للكتب والنشر
الوزن
0.68
عدد الصفحات
476
نوع الغلاف
كرتون

Customer Reviews

Based on 2 reviews
100%
(2)
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)
ر
ريم
الألم الذي يشعرنا بأننا أحياء

قصة من آلاف القصص التي تحكي معاناة شعب تحت رزح الظلم و الديكتاتورية ، هم السوريون الأعداء والسوريون الذين نحب أيضًا

j
jalal
مكتبة موثوقة

خمس نجوم لهذا الكتاب، يستحق رغم ما فيه من وجع