صفحات هادفة من التاريخ الإسلامي

مثل الإسلام ومبادئه تجسدت في مواقف رائعة على مدّ التاريخ الإسلامي، فإذا كانت هذه القيم النبيلة قد وجدت نصوصها في كتب الفقة والأخلاق، فإن تطبيقها العملي قد وجد المتنفس الواسع في رحاب التاريخ فوجد من رجال الإسلام من اعتنقوا هذه المبادئ عن حب خالص، ثم جاءت ساعة الامتحان العسير، فأدوا أدوارهم المشرفة كما أوحت لهم هذه القيم دون نكوص.

وسيجد القارئ في هذه الصفحات أمثلة عالية من الشجاعة والمروءة والشرف والصبر والاحتمال والفدائية والإيثار والاستشهاد في سبيل الحق، ولم يكن ذلك في قصص خيالية يلفقها الذهن، بل في واقع حتى تردده المصادر الأمنية، وتسجله صحف التاريخ، ولو أردنا أن نبسط الموقف كما يتطلب في حدوده الفسيحة لامتد الجزء إلى عدة أجزاء ، ولكننا آثرنا الإيجاز من ناحية، والاختيار المناسب من ناحية أخرى، لأن أمثلة الفضيلة الواحدة كالشجاعة أو السماحة أو الوفاء تتعدد وتتشعب ، فلا بد من الاكتفاء بمثال يدل، مع حث المطالع على الرجوع إلى الأصول الأولى ليرتاد بنفسه كما يشاء، وإذا وجدت الجمهرة المؤمنة ارتياحاً لهذا النوع من التوجيه الخلقي في ظل المبادئ الإسلامية، كان لديّ من نظائر هذه الصحف الكريمة ما ينتظم سلسلة متصلة، وحسبي أن أكون بهذا التوجيه قد أسهمت في جذب الشبيبة الحائرة إلى مثل رفيعة تشع بالنور، وتطمئن ذوي الثقة إلى وجود العناصر الراقية في محيط الحياة، لتبدد ظلمات تطغى من عبث الوصولين، ودهاء المخادعين.. وكثير ما هم...

-د.محمد رجب البيومي