وربما يتصور البعض منذ الوهلة الأولى – وهو يطالع كتاب التربية اليابانية لـ (زكريا محمد هيبة) و (صلاح صالح معمار) – أننا نبتعد بشكل أو بآخر عن البعد التربوي الذي هو أساس هذا الكتاب؛ لكن الحاصل أنّه لا يمكن أن تقيم فلسفة أي نظام تربوي، إلا بالوقوف على كنه المجتمع الحاضن له، وليس هناك أفضل من التعرض للأسس التي قامت عليها نهضة المجتمع الياباني، كمحك يمكن في ضوئه استجلاء فلسفة هذا النظام تصريحاً أو تعريضاً. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالنظم التعليمية – على اختلاف مشاربها – ما هي إلا أدوات للمجتمع، ومطية يسعى من خلالها لتحقيق الرفاه لأفراده. واستجلاء أوضاع المجتمع – بخيره وشره – ما هو إلا انعكاس لفلسفة نظامه التربوي، الأمر الذي يجعلك تحكم بجودة هذا النظام التربوي أو بضعفه في ضوء هذا الواقع.
والمجتمع الياباني وإن كان قد فُتن به الشرق والغرب، المتقدم منه والنامي؛ فعملية تفكيكه ونقله من موطنه الأصلي – منزوعاً من سياقه الاجتماعي والأيديولوجي والتاريخي – يُعد جناية على النموذج. وفي هذا السياق يقول "بيير بوردو" نقلاً عن (ماركس): "إن الأفكار عندما تهاجر من موطنها تفقد جزءاً من كيانها". وإذا كانت الشعوب والمجتمعات تتشابه في مراحل نموها بالكائن الحي؛ فإن اليابان هي الأخرى يمكن القول إنها مرت – ولا تزال – بتلك المراحل، فإن جاز لنا أن نشبّهها بالنباتات التاريخية فإنها تمرُّ بمراحل ثلاث كبرى: مرحلة البذور، مرحلة الجذور، مرحلة الثمر، ثم يكون الخريف الدائم الذي يعقبه اندثار أبدي، أو إعادة بعث في ثوب جديد..
كلمات البحث: التربيه - اليابانيه - تربية - يابانية - البذور - الجذور - الثمار - ثم - الخريف
وربما يتصور البعض منذ الوهلة الأولى – وهو يطالع كتاب التربية اليابانية لـ (زكريا محمد هيبة) و (صلاح صالح معمار) – أننا نبتعد بشكل أو بآخر عن البعد التربوي الذي هو أساس هذا الكتاب؛ لكن الحاصل أنّه لا يمكن أن تقيم فلسفة أي نظام تربوي، إلا بالوقوف على كنه المجتمع الحاضن له، وليس هناك أفضل من التعرض للأسس التي قامت عليها نهضة المجتمع الياباني، كمحك يمكن في ضوئه استجلاء فلسفة هذا النظام تصريحاً أو تعريضاً. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالنظم التعليمية – على اختلاف مشاربها – ما هي إلا أدوات للمجتمع، ومطية يسعى من خلالها لتحقيق الرفاه لأفراده. واستجلاء أوضاع المجتمع – بخيره وشره – ما هو إلا انعكاس لفلسفة نظامه التربوي، الأمر الذي يجعلك تحكم بجودة هذا النظام التربوي أو بضعفه في ضوء هذا الواقع.
والمجتمع الياباني وإن كان قد فُتن به الشرق والغرب، المتقدم منه والنامي؛ فعملية تفكيكه ونقله من موطنه الأصلي – منزوعاً من سياقه الاجتماعي والأيديولوجي والتاريخي – يُعد جناية على النموذج. وفي هذا السياق يقول "بيير بوردو" نقلاً عن (ماركس): "إن الأفكار عندما تهاجر من موطنها تفقد جزءاً من كيانها". وإذا كانت الشعوب والمجتمعات تتشابه في مراحل نموها بالكائن الحي؛ فإن اليابان هي الأخرى يمكن القول إنها مرت – ولا تزال – بتلك المراحل، فإن جاز لنا أن نشبّهها بالنباتات التاريخية فإنها تمرُّ بمراحل ثلاث كبرى: مرحلة البذور، مرحلة الجذور، مرحلة الثمر، ثم يكون الخريف الدائم الذي يعقبه اندثار أبدي، أو إعادة بعث في ثوب جديد..
كلمات البحث: التربيه - اليابانيه - تربية - يابانية - البذور - الجذور - الثمار - ثم - الخريف