دفاتر الوراق دار التنوير

دفاتر الوراق

دار النشر: دار التنوير
€13,00 1300
  ها أنتم الأن تقرأون ورقتي هذه، بينما جسدي قد ابتلعه البحر حيث السكينة الأبديّة، أنا منحازةٌ لأسماك ‏الأعماق عند انكسار الضوء وارتطامه بالرمال الطريّة.‏ ‎‎لا أحبّ ديدان الأرض حيث الظلمة والرطوبة تهب وجعاً إضافيّاً للموت، لهذا منحت جسدي للماء سرّ ‏الإنصات الأبديّ، والحضن الّذي لا تغلق ذراعاه، لم أكتب وصيّتي، فليس هناك من وصايا للّذين خذلوا في ‏حياتهم سوى أن يتمنّوا أن يبادر أحدٌ ليدوزن الوتر النشاز، وليس لي وصايا لأقولها، فأنا محض ريشة دوريّ ‏علقت في هواء لم يسكن ولو لحظةٌ واحدة.‏ ‎‎ حينها كان يمكنني أن أحط على شجرة وأشاهد كيف تنضج حبّة كمَثرى على صدر أمّها، أو أحط على كتف ‏رجل ذاهب للقاء امرأةٍ قطع عهداً على قلبه أن يحبّها كما يحبّ الطائر جناحيه بينما يخفق ماراً فوق شارع ‏يكابد عابروه الزحام.‏ ‎‎ أنا محض امرأةٍ خُذلَت في حياتها وجاءت إلى تفكر بالاعتزال كما يعتزل عازف شهير في أوج نبوغه لخلل ‏يستشعره قادماً لا محالة، لا وصايا لي سوى هذه الكلمات فأحرقوا هذه الورقة وانثروها هنا لعلّها تصير شاهدةً ‏جوّالةً تشير إِليّ.‏ ‎‎ ‏"جلال برجس" روائيّ أردنيّ، حصلت روايته (أفاعي النار / حكاية العاشق عليّ بن محمود القصاد)على ‏جائزة كتارا للرواية العربيّة، 2015؛ وحصلت روايته (مقصلة الحالم) على جائزة رفقة دودين للإبداع ‏السرديّ، 2014؛ وحصلت مجموعته القصصيّة (الزلزال) على جائزة روكس بن زائد العزيزي، 2012؛ ‏ووصلت روايته (سيّدات الحواسّ الخمس) إلى القائمة الطويلة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة (بوكر)، ‏‏2019.‏ ‎‎ صدر له: (حكايات المقهى العتيق)، رواية مشتركة، 2019؛ (كأيّ غصنٍ على شجر)، شعر، 2008؛ (قمر ‏بلا منازل)، شعر، 2011.‏ و روايته هذه (دفاتر الورّاق)..   كلمات البحث : دفتر - وراق - الورّاق 

 

ها أنتم الأن تقرأون ورقتي هذه، بينما جسدي قد ابتلعه البحر حيث السكينة الأبديّة، أنا منحازةٌ لأسماك ‏الأعماق عند انكسار الضوء وارتطامه بالرمال الطريّة.‏ ‎
‎لا أحبّ ديدان الأرض حيث الظلمة والرطوبة تهب وجعاً إضافيّاً للموت، لهذا منحت جسدي للماء سرّ ‏الإنصات الأبديّ، والحضن الّذي لا تغلق ذراعاه، لم أكتب وصيّتي، فليس هناك من وصايا للّذين خذلوا في ‏حياتهم سوى أن يتمنّوا أن يبادر أحدٌ ليدوزن الوتر النشاز، وليس لي وصايا لأقولها، فأنا محض ريشة دوريّ ‏علقت في هواء لم يسكن ولو لحظةٌ واحدة.‏ ‎
‎ حينها كان يمكنني أن أحط على شجرة وأشاهد كيف تنضج حبّة كمَثرى على صدر أمّها، أو أحط على كتف ‏رجل ذاهب للقاء امرأةٍ قطع عهداً على قلبه أن يحبّها كما يحبّ الطائر جناحيه بينما يخفق ماراً فوق شارع ‏يكابد عابروه الزحام.‏ ‎
‎ أنا محض امرأةٍ خُذلَت في حياتها وجاءت إلى تفكر بالاعتزال كما يعتزل عازف شهير في أوج نبوغه لخلل ‏يستشعره قادماً لا محالة، لا وصايا لي سوى هذه الكلمات فأحرقوا هذه الورقة وانثروها هنا لعلّها تصير شاهدةً ‏جوّالةً تشير إِليّ.‏ ‎

‎ ‏"جلال برجس" روائيّ أردنيّ، حصلت روايته (أفاعي النار / حكاية العاشق عليّ بن محمود القصاد)على ‏جائزة كتارا للرواية العربيّة، 2015؛ وحصلت روايته (مقصلة الحالم) على جائزة رفقة دودين للإبداع ‏السرديّ، 2014؛ وحصلت مجموعته القصصيّة (الزلزال) على جائزة روكس بن زائد العزيزي، 2012؛ ‏ووصلت روايته (سيّدات الحواسّ الخمس) إلى القائمة الطويلة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة (بوكر)، ‏‏2019.‏ ‎

‎ صدر له: (حكايات المقهى العتيق)، رواية مشتركة، 2019؛ (كأيّ غصنٍ على شجر)، شعر، 2008؛ (قمر ‏بلا منازل)، شعر، 2011.‏
 و روايته هذه (دفاتر الورّاق)..

 

كلمات البحث : دفتر - وراق - الورّاق 

 

ها أنتم الأن تقرأون ورقتي هذه، بينما جسدي قد ابتلعه البحر حيث السكينة الأبديّة، أنا منحازةٌ لأسماك ‏الأعماق عند انكسار الضوء وارتطامه بالرمال الطريّة.‏ ‎
‎لا أحبّ ديدان الأرض حيث الظلمة والرطوبة تهب وجعاً إضافيّاً للموت، لهذا منحت جسدي للماء سرّ ‏الإنصات الأبديّ، والحضن الّذي لا تغلق ذراعاه، لم أكتب وصيّتي، فليس هناك من وصايا للّذين خذلوا في ‏حياتهم سوى أن يتمنّوا أن يبادر أحدٌ ليدوزن الوتر النشاز، وليس لي وصايا لأقولها، فأنا محض ريشة دوريّ ‏علقت في هواء لم يسكن ولو لحظةٌ واحدة.‏ ‎
‎ حينها كان يمكنني أن أحط على شجرة وأشاهد كيف تنضج حبّة كمَثرى على صدر أمّها، أو أحط على كتف ‏رجل ذاهب للقاء امرأةٍ قطع عهداً على قلبه أن يحبّها كما يحبّ الطائر جناحيه بينما يخفق ماراً فوق شارع ‏يكابد عابروه الزحام.‏ ‎
‎ أنا محض امرأةٍ خُذلَت في حياتها وجاءت إلى تفكر بالاعتزال كما يعتزل عازف شهير في أوج نبوغه لخلل ‏يستشعره قادماً لا محالة، لا وصايا لي سوى هذه الكلمات فأحرقوا هذه الورقة وانثروها هنا لعلّها تصير شاهدةً ‏جوّالةً تشير إِليّ.‏ ‎

‎ ‏"جلال برجس" روائيّ أردنيّ، حصلت روايته (أفاعي النار / حكاية العاشق عليّ بن محمود القصاد)على ‏جائزة كتارا للرواية العربيّة، 2015؛ وحصلت روايته (مقصلة الحالم) على جائزة رفقة دودين للإبداع ‏السرديّ، 2014؛ وحصلت مجموعته القصصيّة (الزلزال) على جائزة روكس بن زائد العزيزي، 2012؛ ‏ووصلت روايته (سيّدات الحواسّ الخمس) إلى القائمة الطويلة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة (بوكر)، ‏‏2019.‏ ‎

‎ صدر له: (حكايات المقهى العتيق)، رواية مشتركة، 2019؛ (كأيّ غصنٍ على شجر)، شعر، 2008؛ (قمر ‏بلا منازل)، شعر، 2011.‏
 و روايته هذه (دفاتر الورّاق)..

 

كلمات البحث : دفتر - وراق - الورّاق 

عنوان الكتاب
دفاتر الوراق
اسم المؤلف
جلال برجس
دار النشر
دار التنوير
الوزن
0.433
عدد الصفحات
366
نوع الغلاف
كرتون