الأحلام بين العلم والعقيدة الوراق

الأحلام بين العلم والعقيدة

دار النشر: الوراق
€18,00 1800
...أستطيع أن أقول بأننا من أكثر الأمم تأثراً بالأحلام من الناحية الاجتماعية. فكثير من عقائدنا وعاداتنا نشأت فينا ونمت من جرّاء ما نسبغ على أحلامنا من صبغة قدسية. وبعض رجال الدين عندنا يعتقدون بأن الأحلام تنطق أحيانا بالوحي الذى لايجوز الشك فيه. وقد جرى العوام وراء رجال الدين في هذا الشان إلى درجة كان لها أثر اجتماعي بالغ في السوء. وتتركز هذه العقيدة فيهم حين يرون فى أحلامهم النبي أو أحد الأئمة يقول لهم شيئاً أو يأمرهم بشيء. وهم عند ذلك يؤمنون بأن رؤياهم كانت صادقة ولهذا نراهم يندفعون فى تحقيق ما قال النبي أو الإمام لهم في النوم كأنه قال لهم ذلك أثناء اليقظة. من هذه العقائد التي نشأت بين المسلمين بسبب الأحلام عقيدة التقديس للشرفاء أو السادة من ذرية النبي بغض النظر عما يقومون به من أفعال أو يتصفون به من أخلاق. وقد ذكرت في الفصل الرابع من كتابي (الأحلام بين الحلم والعقيدة) قصص بعض الأحلام التي رأى أحد السلمين فيها النبي أو ابنته فاطمة الزهراء أو أحد الأئمة من أهل البيت وهم يأمرونه باحترام السادة وبرعايتهم وطاعتهم على الرغم من تسفلهم أو ظلمهم. وقد اعتاد بعض المسلمين أن يتداولوا مثل هذه القصص ويعدونها من صلب الشريعة الإسلامية مع الأسف الشديد. ...لم يقتصر تأثير الأحلام فى عقول المسلمين من الناحية السالفة الذكر وحدها. فهناك نواحٍ عديدة أخرى كان للأحلام فيها أثر اجتماعي بالغ، أتيت على ذكر بعضها فى هذا الكتاب وفاتني أن أذكر البعض الآخر. أكاد أعتقد أن للأحلام أثراً في الأخلاق والنظام الاجتماعي كما كان لها أثر في العقائد والآراء. ويأتي ابن حجر فى كتاب "الصواعق المحرقة" بأحلام " مقدسة" تدل على أن السلطان مهما كان عاتياً سفاكاً فإن الله قد يغفر له ظلمه بشفاعة النبي أو أهل بيته. فتيمورلنك مثلاً، الذي اعترف ابن حجر بأنه كان أظلم خلق الله رئي فى النوم وهو مغفور له لأنه كان يحب ذرية النبي. وفي بعض القصص التي يرويها بعض المؤلفين حول الأحلام "المقدسة" ما يدل على أن شفاعة النبي و أهل بيته قد تنجي المسلم من كل خطيئة اقترفها مهما  كانت فظيعة.  "علي الوردي"   كلمات البحث : على - الوردى - الاحلام - العلم - العقيده - الحلم - عقيدة 

...أستطيع أن أقول بأننا من أكثر الأمم تأثراً بالأحلام من الناحية الاجتماعية. فكثير من عقائدنا وعاداتنا نشأت فينا ونمت من جرّاء ما نسبغ على أحلامنا من صبغة قدسية. وبعض رجال الدين عندنا يعتقدون بأن الأحلام تنطق أحيانا بالوحي الذى لايجوز الشك فيه. وقد جرى العوام وراء رجال الدين في هذا الشان إلى درجة كان لها أثر اجتماعي بالغ في السوء.
وتتركز هذه العقيدة فيهم حين يرون فى أحلامهم النبي أو أحد الأئمة يقول لهم شيئاً أو يأمرهم بشيء. وهم عند ذلك يؤمنون بأن رؤياهم كانت صادقة ولهذا نراهم يندفعون فى تحقيق ما قال النبي أو الإمام لهم في النوم كأنه قال لهم ذلك أثناء اليقظة.
من هذه العقائد التي نشأت بين المسلمين بسبب الأحلام عقيدة التقديس للشرفاء أو السادة من ذرية النبي بغض النظر عما يقومون به من أفعال أو يتصفون به من أخلاق.
وقد ذكرت في الفصل الرابع من كتابي (الأحلام بين الحلم والعقيدة) قصص بعض الأحلام التي رأى أحد السلمين فيها النبي أو ابنته فاطمة الزهراء أو أحد الأئمة من أهل البيت وهم يأمرونه باحترام السادة وبرعايتهم وطاعتهم على الرغم من تسفلهم أو ظلمهم. وقد اعتاد بعض المسلمين أن يتداولوا مثل هذه القصص ويعدونها من صلب الشريعة الإسلامية مع الأسف الشديد.
...لم يقتصر تأثير الأحلام فى عقول المسلمين من الناحية السالفة الذكر وحدها. فهناك نواحٍ عديدة أخرى كان للأحلام فيها أثر اجتماعي بالغ، أتيت على ذكر بعضها فى هذا الكتاب وفاتني أن أذكر البعض الآخر.
أكاد أعتقد أن للأحلام أثراً في الأخلاق والنظام الاجتماعي كما كان لها أثر في العقائد والآراء.
ويأتي ابن حجر فى كتاب "الصواعق المحرقة" بأحلام " مقدسة" تدل على أن السلطان مهما كان عاتياً سفاكاً فإن الله قد يغفر له ظلمه بشفاعة النبي أو أهل بيته. فتيمورلنك مثلاً، الذي اعترف ابن حجر بأنه كان أظلم خلق الله رئي فى النوم وهو مغفور له لأنه كان يحب ذرية النبي.
وفي بعض القصص التي يرويها بعض المؤلفين حول الأحلام "المقدسة" ما يدل على أن شفاعة النبي و أهل بيته قد تنجي المسلم من كل خطيئة اقترفها مهما  كانت فظيعة.
 "علي الوردي"

 

كلمات البحث : على - الوردى - الاحلام - العلم - العقيده - الحلم - عقيدة 

...أستطيع أن أقول بأننا من أكثر الأمم تأثراً بالأحلام من الناحية الاجتماعية. فكثير من عقائدنا وعاداتنا نشأت فينا ونمت من جرّاء ما نسبغ على أحلامنا من صبغة قدسية. وبعض رجال الدين عندنا يعتقدون بأن الأحلام تنطق أحيانا بالوحي الذى لايجوز الشك فيه. وقد جرى العوام وراء رجال الدين في هذا الشان إلى درجة كان لها أثر اجتماعي بالغ في السوء. وتتركز هذه العقيدة فيهم حين يرون فى أحلامهم النبي أو أحد الأئمة يقول لهم شيئاً أو يأمرهم بشيء. وهم عند ذلك يؤمنون بأن رؤياهم كانت صادقة ولهذا نراهم يندفعون فى تحقيق ما قال النبي أو الإمام لهم في النوم كأنه قال لهم ذلك أثناء اليقظة.
من هذه العقائد التي نشأت بين المسلمين بسبب الأحلام عقيدة التقديس للشرفاء أو السادة من ذرية النبي بغض النظر عما يقومون به من أفعال أو يتصفون به من أخلاق. وقد ذكرت في الفصل الرابع من كتابي (الأحلام بين الحلم والعقيدة) قصص بعض الأحلام التي رأى أحد السلمين فيها النبي أو ابنته فاطمة الزهراء أو أحد الأئمة من أهل البيت وهم يأمرونه باحترام السادة وبرعايتهم وطاعتهم على الرغم من تسفلهم أو ظلمهم. وقد اعتاد بعض المسلمين أن يتداولوا مثل هذه القصص ويعدونها من صلب الشريعة الإسلامية مع الأسف الشديد. ...لم يقتصر تأثير الأحلام فى عقول المسلمين من الناحية السالفة الذكر وحدها. فهناك نواحٍ عديدة أخرى كان للأحلام فيها أثر اجتماعي بالغ، أتيت على ذكر بعضها فى هذا الكتاب وفاتني أن أذكر البعض الآخر.
أكاد أعتقد أن للأحلام أثراً في الأخلاق والنظام الاجتماعي كما كان لها أثر في العقائد والآراء. ويأتي ابن حجر فى كتاب "الصواعق المحرقة" بأحلام " مقدسة" تدل على أن السلطان مهما كان عاتياً سفاكاً فإن الله قد يغفر له ظلمه بشفاعة النبي أو أهل بيته. فتيمورلنك مثلاً، الذي اعترف ابن حجر بأنه كان أظلم خلق الله رئي فى النوم وهو مغفور له لأنه كان يحب ذرية النبي. وفي بعض القصص التي يرويها بعض المؤلفين حول الأحلام "المقدسة" ما يدل على أن شفاعة النبي و أهل بيته قد تنجي المسلم من كل خطيئة اقترفها مهما  كانت فظيعة.  "علي الوردي"

 

كلمات البحث : على - الوردى - الاحلام - العلم - العقيده - الحلم - عقيدة 
عنوان الكتاب
الأحلام بين العلم والعقيدة
اسم المؤلف
علي الوردي
دار النشر
الوراق
الوزن
0.604
عدد الصفحات
408
نوع الغلاف
كرتون