"تدلّى رأسها وهي تحفر فيما يشبه الإعياء. ربما كان المكان صحيحاً وقد تكون واحدة من الإلهات مختفية. لكن الظلمة حالكة والذرّات السوداء تتراقص أمام عينيها. أزاحت الطين ولمحت شيئاً يشبه قرن بقرة. قبل أن تمتدّ ذراعها سمعت الأصوات من خلفها. طابور من الرجال يطلّ عليها. يرتدون الجلاليب. رؤوسهم ملفوفة بغطاء أبيض. من خلفهم طابور من النسوة داخل العباءات السوداء. أخرجت واحدة من تحت العباءة ثديها العاري. أخذت تشدّ الحلمة السوداء بين إصبعها حتى اندفع من الثقب خرطوم رفيع أسود اللون. ثم أخرجت من تحت العباءة طفلاً صغيراً، قبض بفكّيه الصغيرين على الحلمة وراح يرضع بصوت مسموع."
كلمات البحث : حب - فى - زمان - نفط - السعداوى - سعداوي
"تدلّى رأسها وهي تحفر فيما يشبه الإعياء. ربما كان المكان صحيحاً وقد تكون واحدة من الإلهات مختفية. لكن الظلمة حالكة والذرّات السوداء تتراقص أمام عينيها. أزاحت الطين ولمحت شيئاً يشبه قرن بقرة. قبل أن تمتدّ ذراعها سمعت الأصوات من خلفها. طابور من الرجال يطلّ عليها. يرتدون الجلاليب. رؤوسهم ملفوفة بغطاء أبيض. من خلفهم طابور من النسوة داخل العباءات السوداء. أخرجت واحدة من تحت العباءة ثديها العاري. أخذت تشدّ الحلمة السوداء بين إصبعها حتى اندفع من الثقب خرطوم رفيع أسود اللون. ثم أخرجت من تحت العباءة طفلاً صغيراً، قبض بفكّيه الصغيرين على الحلمة وراح يرضع بصوت مسموع."
نوال السعداوي كاتبة مصرية معروفة عالمياً، ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص، تخرجت من كلية الطب- جامعة القاهرة، عملت في العام 1955 كطبيبة امتياز بالقصر العيني، ثم فصلت بسبب آرائها وكتاباتها، قدمت للمكتبة العربية أكثر من 40كتاباً، تمت ترجمتها إلى 30 لغة.. و روايتها هذه (الحب في زمن النفط) تدور أحداثها عن الواقع المرير الذي تعاني منه المرأة في زمن النفط، أبطالها الرجل والنفط وامرأة، امرأة لم تعرف معنى الحب، خرجت من تلك الظلمة التي كانت تعيشها وسط السجن الذي مرفوض أن تخرج منه، لتبحث عن ذاتها وكبريائها، فهل ستعود بما تبحث عنه أم أنها ستبقى على حالها الضائعة؟
كلمات البحث : حب - فى - زمان - نفط - السعداوى - سعداوي