الطلياني دار التنوير

الطلياني

دار النشر: دار التنوير
€16,00 1600
"رغم كل شيء ثمة أمر مايربطهما أكثر من الزواج الذي ساقته الظروف والصدفة. حين تشرع شفتا الطلياني تمتصان رضاب تلك القصبة المفكّرة وتجوس يداه في ملمسها اللين، تصبح غصناً أخضر غضّاً يتلوّى كلما مسّته ريح الرغبة. هذه النبتة الشيطانية مذهلة قُلّبٌ لاتستقرّ على هيئة واحدة. يراها غصناً جافّاً أو جذعاً يابساً أحياناً، وتكون أحياناً أخرى عوداً منوّراً طيّب الريح يجدد الحواس التي تبلّدت. ربّما كان ذلك بعض ما جعل طريقيهما يفترقان في أكثر الأيّام، ولكنّهما يلتقيان في لحظة لا يعرفان سرّها.واعترفت زينة بأنّ الطلياني يمكن أن تراه في لحظات غضبه كجحيم "دانتي" أو سقوط "أورفيوس"،ولكنّها تراه في لحظات شهوته عاشقاً هنديّاً مستعدّاً للموت عشقاً. لقد كان شهوة موقوتة لا تعرف متى تنفجر ولا تترك في الجسد مكاناً لا تصله الحروق اللّذيذة أو الشّظايا القاتلة..لم تصارح زينة عبد النّاصر برأيها هذا فيه. وهو كذلك لم يفعل. بيد أنّ في المسألة شيئاً دقيقاً عميقاً لم تتمكّن من فهمه. فقد كانت تأخذها في البداية سكرة ممزوجة برعدة كأنّها في حالة شطح للذّوبان في جسد عبد النّاصر والانصهار الكلّي فيه. جسده حقل مغناطيس بهيّ ينوّم الحواس ويستنفرها في الآن نفسه. يذهب بالعقل فتتخدّر الأعضاء كلّها. يجعلها تشعر في آن واحد بألم لا يُطاق ولذّة لا توصف. فتستسلم وترضخ. بيد أنّها حالَمَا تثوب إلى رشدها لا يبقى إلاّ ألَمٌ حادٌّ مروّع في أحشائها أسفل البطن، كأنّ إبَراً غليظةً تنخرها من الدّاخل وتحرّكها يد خفيّة تظلّ تحفر وتحفر ولا تتوقّف." الطلياني لشكري المبخوت هى إحدى الروايات التي رشحت للفوز بحائزة البوكر العربية، حيث يأخذنا المبخوت في جولة مع الطلياني  في رحلته، و صراعاته السياسية، و الصراع بين الواقع و المبادئ و تناقضاته، و قصة حبه.. بأسلوب ممتع وسلاسة لغوية. كلمات البحث : طلياني -شكرى - مبخوت - الطليانى - اللطلياني 
"رغم كل شيء ثمة أمر مايربطهما أكثر من الزواج الذي ساقته الظروف والصدفة. حين تشرع شفتا الطلياني تمتصان رضاب تلك القصبة المفكّرة وتجوس يداه في ملمسها اللين، تصبح غصناً أخضر غضّاً يتلوّى كلما مسّته ريح الرغبة. هذه النبتة الشيطانية مذهلة قُلّبٌ لاتستقرّ على هيئة واحدة. يراها غصناً جافّاً أو جذعاً يابساً أحياناً، وتكون أحياناً أخرى عوداً منوّراً طيّب الريح يجدد الحواس التي تبلّدت.
ربّما كان ذلك بعض ما جعل طريقيهما يفترقان في أكثر الأيّام، ولكنّهما يلتقيان في لحظة لا يعرفان سرّها.
واعترفت زينة بأنّ الطلياني يمكن أن تراه في لحظات غضبه كجحيم "دانتي" أو سقوط "أورفيوس"،
ولكنّها تراه في لحظات شهوته عاشقاً هنديّاً مستعدّاً للموت عشقاً. لقد كان شهوة موقوتة لا تعرف متى تنفجر ولا تترك في الجسد مكاناً لا تصله الحروق اللّذيذة أو الشّظايا القاتلة..
لم تصارح زينة عبد النّاصر برأيها هذا فيه. وهو كذلك لم يفعل. بيد أنّ في المسألة شيئاً دقيقاً عميقاً لم تتمكّن من فهمه. فقد كانت تأخذها في البداية سكرة ممزوجة برعدة كأنّها في حالة شطح للذّوبان في جسد عبد النّاصر والانصهار الكلّي فيه. جسده حقل مغناطيس بهيّ ينوّم الحواس ويستنفرها في الآن نفسه. يذهب بالعقل فتتخدّر الأعضاء كلّها. يجعلها تشعر في آن واحد بألم لا يُطاق ولذّة لا توصف. فتستسلم وترضخ. بيد أنّها حالَمَا تثوب إلى رشدها لا يبقى إلاّ ألَمٌ حادٌّ مروّع في أحشائها أسفل البطن، كأنّ إبَراً غليظةً تنخرها من الدّاخل وتحرّكها يد خفيّة تظلّ تحفر وتحفر ولا تتوقّف."

الطلياني لشكري المبخوت هى إحدى الروايات التي رشحت للفوز بحائزة البوكر العربية، حيث يأخذنا المبخوت في جولة مع الطلياني  في رحلته، و صراعاته السياسية، و الصراع بين الواقع و المبادئ و تناقضاته، و قصة حبه.. بأسلوب ممتع وسلاسة لغوية.




كلمات البحث : طلياني -شكرى - مبخوت - الطليانى - اللطلياني 
"رغم كل شيء ثمة أمر مايربطهما أكثر من الزواج الذي ساقته الظروف والصدفة. حين تشرع شفتا الطلياني تمتصان رضاب تلك القصبة المفكّرة وتجوس يداه في ملمسها اللين، تصبح غصناً أخضر غضّاً يتلوّى كلما مسّته ريح الرغبة. هذه النبتة الشيطانية مذهلة قُلّبٌ لاتستقرّ على هيئة واحدة. يراها غصناً جافّاً أو جذعاً يابساً أحياناً، وتكون أحياناً أخرى عوداً منوّراً طيّب الريح يجدد الحواس التي تبلّدت. ربّما كان ذلك بعض ما جعل طريقيهما يفترقان في أكثر الأيّام، ولكنّهما يلتقيان في لحظة لا يعرفان سرّها.
واعترفت زينة بأنّ الطلياني يمكن أن تراه في لحظات غضبه كجحيم "دانتي" أو سقوط "أورفيوس"،
ولكنّها تراه في لحظات شهوته عاشقاً هنديّاً مستعدّاً للموت عشقاً. لقد كان شهوة موقوتة لا تعرف متى تنفجر ولا تترك في الجسد مكاناً لا تصله الحروق اللّذيذة أو الشّظايا القاتلة..
لم تصارح زينة عبد النّاصر برأيها هذا فيه. وهو كذلك لم يفعل. بيد أنّ في المسألة شيئاً دقيقاً عميقاً لم تتمكّن من فهمه. فقد كانت تأخذها في البداية سكرة ممزوجة برعدة كأنّها في حالة شطح للذّوبان في جسد عبد النّاصر والانصهار الكلّي فيه. جسده حقل مغناطيس بهيّ ينوّم الحواس ويستنفرها في الآن نفسه. يذهب بالعقل فتتخدّر الأعضاء كلّها. يجعلها تشعر في آن واحد بألم لا يُطاق ولذّة لا توصف. فتستسلم وترضخ. بيد أنّها حالَمَا تثوب إلى رشدها لا يبقى إلاّ ألَمٌ حادٌّ مروّع في أحشائها أسفل البطن، كأنّ إبَراً غليظةً تنخرها من الدّاخل وتحرّكها يد خفيّة تظلّ تحفر وتحفر ولا تتوقّف."

الطلياني لشكري المبخوت هى إحدى الروايات التي رشحت للفوز بحائزة البوكر العربية، حيث يأخذنا المبخوت في جولة مع الطلياني  في رحلته، و صراعاته السياسية، و الصراع بين الواقع و المبادئ و تناقضاته، و قصة حبه.. بأسلوب ممتع وسلاسة لغوية.




كلمات البحث : طلياني -شكرى - مبخوت - الطليانى - اللطلياني 
عنوان الكتاب
الطلياني
اسم المؤلف
شكري المبخوت
دار النشر
دار التنوير
الوزن
0.403
عدد الصفحات
342
نوع الغلاف
كرتون