ديوان الجواهري 1/6
الرافدين
ديوان الجواهري.. الديوان الكامل لكل قصائد الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) في ستة أجزاء..
"لو استطعنا أن نتصور قارئ الجواهري اليوم جاهلاً لتاريخ العراق في هذه الفترة، فإنه ولا ريب سيرى هذا التاريخ من خلال شعره فيما يشبه المأساة الإغريقية، يكون فيها الشاعر في كثير من الأحيان هو الكورس، يعلق على الأحداث الجسام، ويدفع بها إن استطاع، منذراً، ساخطاً، داعياً إلى التمرد. إنه أشبه بصوت الضمير من الأمة، يقرع، ويأسى، ويغضب. وهو بهذا يتخطى مهمة الشعراء القدامى على شدة شبهه بهم. كانوا في أحسن الأحوال يتبعون الحدث. فهم منه على شيء من البعد. أما الجواهري، فليس لصيقاً بالحدث وحسب، يراه من علٍ ويراه من داخل، بل إنه يفعل فيه، ويكاد يوجهه.
فإن كانوا هم شعراء القول فإنه شاعر الفعل. هم يغنون من القاعة لمن هم على خشبة المسرح، أما هو، فإنه يمسرح قوله على الخشبة نفسها.
وإذا هو لا يكتفي بأن يكون الكورس، أو قائد الجوقة التي تردد ما يقول، ويكاد يصبح هو البطل. الأحداث في جانب، وهو في جانب، وبينهما صراع."
-جبرا إبراهيم جبرا
كلمات البحث: الديوان - الجواهرى - جواهري - الجوهري
ديوان الجواهري.. الديوان الكامل لكل قصائد الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) في ستة أجزاء..
"لو استطعنا أن نتصور قارئ الجواهري اليوم جاهلاً لتاريخ العراق في هذه الفترة، فإنه ولا ريب سيرى هذا التاريخ من خلال شعره فيما يشبه المأساة الإغريقية، يكون فيها الشاعر في كثير من الأحيان هو الكورس، يعلق على الأحداث الجسام، ويدفع بها إن استطاع، منذراً، ساخطاً، داعياً إلى التمرد. إنه أشبه بصوت الضمير من الأمة، يقرع، ويأسى، ويغضب. وهو بهذا يتخطى مهمة الشعراء القدامى على شدة شبهه بهم. كانوا في أحسن الأحوال يتبعون الحدث. فهم منه على شيء من البعد. أما الجواهري، فليس لصيقاً بالحدث وحسب، يراه من علٍ ويراه من داخل، بل إنه يفعل فيه، ويكاد يوجهه.
فإن كانوا هم شعراء القول فإنه شاعر الفعل. هم يغنون من القاعة لمن هم على خشبة المسرح، أما هو، فإنه يمسرح قوله على الخشبة نفسها.
وإذا هو لا يكتفي بأن يكون الكورس، أو قائد الجوقة التي تردد ما يقول، ويكاد يصبح هو البطل. الأحداث في جانب، وهو في جانب، وبينهما صراع."
-جبرا إبراهيم جبرا
كلمات البحث: الديوان - الجواهرى - جواهري - الجوهري
ديوان الجواهري.. الديوان الكامل لكل قصائد الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) في ستة أجزاء.. "لو استطعنا أن نتصور قارئ الجواهري اليوم جاهلاً لتاريخ العراق في هذه الفترة، فإنه ولا ريب سيرى هذا التاريخ من خلال شعره فيما يشبه المأساة الإغريقية، يكون فيها الشاعر في كثير من الأحيان هو الكورس، يعلق على الأحداث الجسام، ويدفع بها إن استطاع، منذراً، ساخطاً، داعياً إلى التمرد. إنه أشبه بصوت الضمير من الأمة، يقرع، ويأسى، ويغضب. وهو بهذا يتخطى مهمة الشعراء القدامى على شدة شبهه بهم. كانوا في أحسن الأحوال يتبعون الحدث. فهم منه على شيء من البعد. أما الجواهري، فليس لصيقاً بالحدث وحسب، يراه من علٍ ويراه من داخل، بل إنه يفعل فيه، ويكاد يوجهه. فإن كانوا هم شعراء القول فإنه شاعر الفعل. هم يغنون من القاعة لمن هم على خشبة المسرح، أما هو، فإنه يمسرح قوله على الخشبة نفسها. وإذا هو لا يكتفي بأن يكون الكورس، أو قائد الجوقة التي تردد ما يقول، ويكاد يصبح هو البطل. الأحداث في جانب، وهو في جانب، وبينهما صراع."
-جبرا إبراهيم جبرا
كلمات البحث: الديوان - الجواهرى - جواهري - الجوهري
عنوان الكتاب
ديوان الجواهري 1/6
دار النشر
الرافدين
نوع الغلاف
غلاف فني