"سَوِّ الفراش يا جوذر قُبالة جبل العروس وأدِرْني في رفقٍ كي أرنوَ إليه. أريدُ أن أنظرَ إلى قِممه المجلّلة بالثلج. أريدُ أن أحمل في ذهني صورته إلى العالم الآخر. لستُ أدري أيُقدَّر لي أن أراه ثانية أخرى... بهجة النظر هي ما تبقّى لي. لستُ أشعر بشيء، لا دفء ولا برد. لا حُزن ولا جذَل، لا حسرة ولا أمل. أراكَ تُثقلني بالدِّثار. سيّان يا جوذر هذا الغطاء.. وأقدّر أن البرد لا يزال يرين على قرطبة، رغم براعم الشجر و زقزقة العصافير ورغم ضياء الشمس.. هو الربيع، ربيع قرطبة، ولكني لا أشعر بشيء. ما أخشاه أن يكون الشعور المستتر في وجداني هو خريف الأندلس... لستُ أخشى خريفي يا جوذر، فغداً سألقى الله وأخبت إليه. ربّاه، لقد حملتُ الأمانة وسعيتُ جهدي أن أوفيَها حقها، فلا تؤاخذني، ربِّي، فيما لا طاقة لي به. ما أخشاه هو انطفاء هذا الوهج من نور الأندلس والذي، شهد الله، جاهدتُ في حمله.."
حسن أوريد، كاتب وأديب من المغرب. حائز على جائزة بوشكين للآداب لسنة 2015 من اتحاد كتاب روسيا. من أعماله الأدبية: الموريسكي، وسيرة حمار، والأجمة، وروايته هذه ربيع قرطبة..
كلمات البحث: الربيع - قرطبه - اوريد
"سَوِّ الفراش يا جوذر قُبالة جبل العروس وأدِرْني في رفقٍ كي أرنوَ إليه. أريدُ أن أنظرَ إلى قِممه المجلّلة بالثلج. أريدُ أن أحمل في ذهني صورته إلى العالم الآخر. لستُ أدري أيُقدَّر لي أن أراه ثانية أخرى... بهجة النظر هي ما تبقّى لي. لستُ أشعر بشيء، لا دفء ولا برد. لا حُزن ولا جذَل، لا حسرة ولا أمل. أراكَ تُثقلني بالدِّثار. سيّان يا جوذر هذا الغطاء.. وأقدّر أن البرد لا يزال يرين على قرطبة، رغم براعم الشجر و زقزقة العصافير ورغم ضياء الشمس.. هو الربيع، ربيع قرطبة، ولكني لا أشعر بشيء. ما أخشاه أن يكون الشعور المستتر في وجداني هو خريف الأندلس... لستُ أخشى خريفي يا جوذر، فغداً سألقى الله وأخبت إليه. ربّاه، لقد حملتُ الأمانة وسعيتُ جهدي أن أوفيَها حقها، فلا تؤاخذني، ربِّي، فيما لا طاقة لي به. ما أخشاه هو انطفاء هذا الوهج من نور الأندلس والذي، شهد الله، جاهدتُ في حمله.."
حسن أوريد، كاتب وأديب من المغرب. حائز على جائزة بوشكين للآداب لسنة 2015 من اتحاد كتاب روسيا. من أعماله الأدبية: الموريسكي، وسيرة حمار، والأجمة، وروايته هذه ربيع قرطبة..
كلمات البحث: الربيع - قرطبه - اوريد