تحكي (سجين المرايا) للكاتب (سعود السنعوسي) عن معاناة شاب أحبّ الأشياء إلى أقصى مدى، وكره أشياء أخرى إلى أقصى مدى، كل شيء عنده بريء، طاهر، يبحث عن الملاك، يصدقه، ثم يُصعَق.. يستمر على وفائه، يلتمس العذر، يكتشف الخيانة، ينهار، ينفجر، يظل على إنكاره فترات طويلة، يدخل في فترة وحدة، وانعزال، إلى أن يجد من يأخذ بيده، ويضعه على الطريق..
كلمات البحث : السجين - سجن - مرايا - المرآة - المراية - سنعوسي - السنعوسى
"حاولت مراراً أن أنسى، ولكن، يصعب إدراك النسيان مع وجود تلك الصناديق الصغيرة السحرية المُقفلة بداخلنا. تلك الصناديق التي تحوي كل ذكرياتنا، حلوها ومرها، قديمها وحديثها، مهما بدا لنا نسيانها، تبقى دفينة في أعماقنا، مُحتفظة بأدق التفاصيل، في قلب ذلك الصندوق المُحكم الإقفال، والذي لا نملك مفاتيحه بأيدينا، بل أن مفاتيحه تحلّق حولنا في كل مكان من دون أن نشعر بها. قد يكون المفتاح أغنية، نسمعها صدفة، تفتح صندوق الذكريات، لا تأخذنا للماضي، بل تُحضر الماضي بتفاصيله حيث نكون. قد يكون المفتاح عطراً، يُحاصرنا في مكان ما، يُذكرنا بأصحاب العطر ووقت وجودهم، تغزونا روائحهم، تُحاصرنا أصواتهم ثم سرعان ما نجدهم ماثلين أمامنا سالكين أقصر الطُرق من مُدن الماضي المختلفة إلى عاصمة الحاضر. قد تُفتح صناديق الذكرى بسبب درجة حرارة مُعينة، يستشعرها الجسد مع تغير فصول السنة، حين يطرق الشتاء الأبواب تبدأ أجسادنا بالبحث عن أولئك الذين يشعروننا بالدفء. قد تنثر الصناديق محتوياتها حين تطأ أقدامنا أماكن مألوفة، لم يتغير بها شيء، كل شيء حاضر، إلا الزمن والأشخاص الذين تخلفوا عن الحضور"
تحكي (سجين المرايا) للكاتب (سعود السنعوسي) عن معاناة شاب أحبّ الأشياء إلى أقصى مدى، وكره أشياء أخرى إلى أقصى مدى، كل شيء عنده بريء، طاهر، يبحث عن الملاك، يصدقه، ثم يُصعَق.. يستمر على وفائه، يلتمس العذر، يكتشف الخيانة، ينهار، ينفجر، يظل على إنكاره فترات طويلة، يدخل في فترة وحدة، وانعزال، إلى أن يجد من يأخذ بيده، ويضعه على الطريق..
كلمات البحث : السجين - سجن - مرايا - المرآة - المراية - سنعوسي - السنعوسى