مدينة التين الأزرق دار الأهلية

مدينة التين الأزرق

دار النشر: دار الأهلية
€17,00 1700
  ركب عبد مناة حصانه الذي يسميه "الأوثق" ، وسلك طريق وادي عبدون باتجاه النهر، كان يريد يناجي الماء عوضاً عن السماء، في كليكما رزق وسر، تمنحاننا وتسحقاننا إن شئتما، وتشتركان في عطاء المحرومين تارة، وتارة تغضبان فينادي مسار النهر على الغيمات الحانقة لتصب من جوفها ما لا طاقة لبني البشر بسد فيضانه.  هل تريد مني قرباناً يا يبوق؟ ما أكرمك بالسكينة، وما أقساك بالغضب، وإننا نرى جمالك، وتصلي من أجلك وأجلنا. كان بحاجة لهذه الحلوة منذ غادروا بترا، فقد كانت كل الشهور الماضية مزدحمة بالأعباء والأعمال، سفر وتوقف وخطط ومعاهدات، لم تسنح له فرصة واحدة للجلوس مع نفسه، تذكر تردده الدائم على ضريح المسلات الذي يعتلي السيق في بترا، لقد نحت ابن مانكو هذا الضريح له ولأولاده من بعده لينعموا بالخلود، وكي لا تردم جثامينهم رمال البادية، ولكنني كنت أبحث عن خلود الحي، لا شيء ينتقل من جيل إلى جيل سوى الفكرة والكلمة، إن من العبث وإهانة الذكاء أن نترك الناس يعيشون في شقاء، ثم نرتب لهم حياة لائقة بعد الموت.           كلمات البحث: سمير - القضاة - القضات - مدينه - تين - الازرق - أزرق

 

ركب عبد مناة حصانه الذي يسميه "الأوثق" ، وسلك طريق وادي عبدون باتجاه النهر، كان يريد يناجي الماء عوضاً عن السماء، في كليكما رزق وسر، تمنحاننا وتسحقاننا إن شئتما، وتشتركان في عطاء المحرومين تارة، وتارة تغضبان فينادي مسار النهر على الغيمات الحانقة لتصب من جوفها ما لا طاقة لبني البشر بسد فيضانه.

 هل تريد مني قرباناً يا يبوق؟ ما أكرمك بالسكينة، وما أقساك بالغضب، وإننا نرى جمالك، وتصلي من أجلك وأجلنا.

كان بحاجة لهذه الحلوة منذ غادروا بترا، فقد كانت كل الشهور الماضية مزدحمة بالأعباء والأعمال، سفر وتوقف وخطط ومعاهدات، لم تسنح له فرصة واحدة للجلوس مع نفسه، تذكر تردده الدائم على ضريح المسلات الذي يعتلي السيق في بترا، لقد نحت ابن مانكو هذا الضريح له ولأولاده من بعده لينعموا بالخلود، وكي لا تردم جثامينهم رمال البادية، ولكنني كنت أبحث عن خلود الحي، لا شيء ينتقل من جيل إلى جيل سوى الفكرة والكلمة، إن من العبث وإهانة الذكاء أن نترك الناس يعيشون في شقاء، ثم نرتب لهم حياة لائقة بعد الموت.

 

 

 

 

 

كلمات البحث: سمير - القضاة - القضات - مدينه - تين - الازرق - أزرق

 

ركب عبد مناة حصانه الذي يسميه "الأوثق" ، وسلك طريق وادي عبدون باتجاه النهر، كان يريد يناجي الماء عوضاً عن السماء، في كليكما رزق وسر، تمنحاننا وتسحقاننا إن شئتما، وتشتركان في عطاء المحرومين تارة، وتارة تغضبان فينادي مسار النهر على الغيمات الحانقة لتصب من جوفها ما لا طاقة لبني البشر بسد فيضانه.

 هل تريد مني قرباناً يا يبوق؟ ما أكرمك بالسكينة، وما أقساك بالغضب، وإننا نرى جمالك، وتصلي من أجلك وأجلنا.

كان بحاجة لهذه الحلوة منذ غادروا بترا، فقد كانت كل الشهور الماضية مزدحمة بالأعباء والأعمال، سفر وتوقف وخطط ومعاهدات، لم تسنح له فرصة واحدة للجلوس مع نفسه، تذكر تردده الدائم على ضريح المسلات الذي يعتلي السيق في بترا، لقد نحت ابن مانكو هذا الضريح له ولأولاده من بعده لينعموا بالخلود، وكي لا تردم جثامينهم رمال البادية، ولكنني كنت أبحث عن خلود الحي، لا شيء ينتقل من جيل إلى جيل سوى الفكرة والكلمة، إن من العبث وإهانة الذكاء أن نترك الناس يعيشون في شقاء، ثم نرتب لهم حياة لائقة بعد الموت.

 

 

 

 

 

كلمات البحث: سمير - القضاة - القضات - مدينه - تين - الازرق - أزرق

عنوان الكتاب
مدينة التين الأزرق
اسم المؤلف
سمير القضاة
دار النشر
دار الأهلية
الوزن
0.31
عدد الصفحات
280
نوع الغلاف
كرتون