لقد شهد القرن الرابع للهجرة ازدهاراً أدبياً واسعاً تجلى بظهور عدد كبير من الكتب المتخصصة في شتى مجالات المعرفة الانسانية، فرغم مظاهر الوهن المتعددة التي أثقلت جسم الدولة العباسية وجعلته ينوء تحت جموح الأطماع والأهواء والقلاقل، فإن الأدب العربي شهد جموحاً من نوع آخر، جموحاً نحو الابداع والكمال، ساهم في نهضته المباركة عدد كبير من الأدباء الذين أغنوا الفكر العربي والاسلامي بكتابات قيمة وابتكارات رائعة، كان لهما الأثر المرجو في تعميق الفكر وخدمة الثقافة والأدب، وأبو منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي النيسابوري، واحد من أولئك الذين ساهموا في هذه النهضة المباركة، بحيث قدم للعربية عدداً كبيراً من المؤلفات والمصنفات التي تنوعت لتشمل أغراضاً متنوعة في الآداب واللغة والفكر..
أما كتابه « يتيمة الدهر » الذي قمنا بشرحه وضبط نصوصه قدر الإمكان فإنه أكثر مؤلفاته شهرة وتداولاً، كونه يقدم فيه ترجمة وافية لكثير من الشعراء المعاصرين له أو السابقين لزمنه بقليل، وهذه الترجمة تختلف عما عرفناه في كتب الطبقات، لأنه يجمع فيها كل جماعة من الشعراء حسب بلدهم أو إقليمهم أو البلاط الذي سلكهم في عداده، ومثال ذلك ما فعله بشعراء الشام، وشعراء مصر من حيث الأقاليم، وبشعراء دولة بني حمدان وبلاط سيف الدولة في حلب، وبني بويه في بغداد وأصبهان..
غاية الكتاب فهي خدمة اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم، عن طريق الشعر الذي يرى فيه فضلاً وعلماً وتقدم مكانة، وهكذا فإن الثعالبي يتقدم لتصنيف عمله وإتمامه مدفوعاً برغبة داخلية قوية قوامها الحب للعربية والإدراك العميق لأبعاد الكلمة وأثرها البعيد الغور في النفس الإنسانية التي قدر لها نصيب من الحس والرفاهية والذوق.
كلمات البحث: يتيمه - يتيمت - دهر - فى - اهل - عصر - النيسابوري - النيسابورى - الثعالبي - الثعالبى
لقد شهد القرن الرابع للهجرة ازدهاراً أدبياً واسعاً تجلى بظهور عدد كبير من الكتب المتخصصة في شتى مجالات المعرفة الانسانية، فرغم مظاهر الوهن المتعددة التي أثقلت جسم الدولة العباسية وجعلته ينوء تحت جموح الأطماع والأهواء والقلاقل، فإن الأدب العربي شهد جموحاً من نوع آخر، جموحاً نحو الابداع والكمال، ساهم في نهضته المباركة عدد كبير من الأدباء الذين أغنوا الفكر العربي والاسلامي بكتابات قيمة وابتكارات رائعة، كان لهما الأثر المرجو في تعميق الفكر وخدمة الثقافة والأدب، وأبو منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي النيسابوري، واحد من أولئك الذين ساهموا في هذه النهضة المباركة، بحيث قدم للعربية عدداً كبيراً من المؤلفات والمصنفات التي تنوعت لتشمل أغراضاً متنوعة في الآداب واللغة والفكر..
أما كتابه « يتيمة الدهر » الذي قمنا بشرحه وضبط نصوصه قدر الإمكان فإنه أكثر مؤلفاته شهرة وتداولاً، كونه يقدم فيه ترجمة وافية لكثير من الشعراء المعاصرين له أو السابقين لزمنه بقليل، وهذه الترجمة تختلف عما عرفناه في كتب الطبقات، لأنه يجمع فيها كل جماعة من الشعراء حسب بلدهم أو إقليمهم أو البلاط الذي سلكهم في عداده، ومثال ذلك ما فعله بشعراء الشام، وشعراء مصر من حيث الأقاليم، وبشعراء دولة بني حمدان وبلاط سيف الدولة في حلب، وبني بويه في بغداد وأصبهان..
غاية الكتاب فهي خدمة اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم، عن طريق الشعر الذي يرى فيه فضلاً وعلماً وتقدم مكانة، وهكذا فإن الثعالبي يتقدم لتصنيف عمله وإتمامه مدفوعاً برغبة داخلية قوية قوامها الحب للعربية والإدراك العميق لأبعاد الكلمة وأثرها البعيد الغور في النفس الإنسانية التي قدر لها نصيب من الحس والرفاهية والذوق.
كلمات البحث: يتيمه - يتيمت - دهر - فى - اهل - عصر - النيسابوري - النيسابورى - الثعالبي - الثعالبى